من لا يعرفون تركيا حق المعرفة لا يدركون مدى روعة شهر رمضان المبارك هناك. ولأن تركيا بلد علماني من الناحية السياسية، يعتقد بعض العرب أن الأتراك لا يصومون، وأن شهر رمضان في تركيا لا يختلف عن أي شهر آخر.
شهر السرور
رمضان في تركيا شهر شبيه بالمهرجان الذي يجلب الفرح، ويظهر جانبا مختلفا من جوانب البلاد. يمكن للمرء أن يشعر ويرى ويتذوق سمات هذا الشهر الكريم عندما يسير في الشوارع، فمن المحلات التجارية المزدانة إلى الاحتفالات الشعبية في ساحة السلطان أحمد في إسطنبول، والأضواء الخاصة حول مآذن المسجد، والحشود الكبيرة أمام المخابز.
تحاول تركيا الحفاظ على العادات العثمانية المتوارثة خلال شهر رمضان, وبعد غروب الشمس، تنار مآذن المساجد في تركيا بأضواء خاصة تعرف عند المسلمين الأتراك باسم “المحيا”، تكتب عليها عبارات مثل “مرحبا بأقدس شهر”. وتنظم كذلك عروض ترفيهية لمسرح الأراجوز أو ما يسمى في تركيا “هاجيفات- كاراجوز”.
أما وجبة الإفطار فهي مناسبة احتفالية، حيث تتفنن المطاعم في إعداد قائمة طعام خاصة لرمضان يستمتع بها الأتراك المحليون والسياح والمسلمون وغير المسلمين. وتقيم العائلات التركية طاولات طعام غنية يلتف حولها أفراد العائلة ويقضون وقتا طويلا معا. وفي السنوات الأخيرة صار الخروج لتناول طعام الإفطار خارج المنزل أمرا مألوفا بين الأتراك حتى بين غير الصائمين، لدرجة أنه يكاد من المستحيل العثور على مقاعد في المطاعم الشعبية