ماذا كنت لأفعل لو كان لدي مليون دولار
وردت هذه القصة في طيات صفحات كتاب نابليون هيل: فكر وزد ثراء، عن الخطوة الخامسة لتحقيق الثراء المالي، التخيل
أثناء دراسة رجل الدين المسيحي الأمريكي فرانك جونزالزس (مواليد أول عام 1856) في جامعة أوهايو، لاحظ عدة عيوب في النظام التعليمي، عيوب آمن أنه قادر على تغييرها إذا كان الأمر بيده. استولت هذه الفكرة على كل تفكير فرانك، ولذا عقد العزم على تأسيس كلية دراسية بحيث يستطيع تطبيق كل ما لديه من أفكار علمية تدريسية جديدة.
اشتهر فرانك بأنه قوي الحجة، بليغ اللسان، محب للعلم والتعلم، مناديا بضرورة تدريس العلم الواقعي القابل للتطبيق في الحياة المعاصرة - لا الأكاديمي الحالم، وهو انخرط بعد تخرجه في تعلم الدين المسيحي ليخرج خطيبا مفوها محبا للخير. درس فرانك فكرته من كل الجهات من أجل تطبيقها فعلا، ووجد أنه بحاجة لمليون دولار لكي تخرج فكرته إلى النور في أفضل حلة وأحسن تطبيق.
أنى له العثور على مبلغ مليون دولار، في زمن كان الدولار سيدا سخيا يجلب لحامله الكثير، لذا لا تحسبها بحسابات اليوم حيث يعاني الدولار من هزال مزلزل. سيطر هذا السؤال على كل تفكير فرانك: كيف له الحصول على مبلغ مالي ضخم مثل هذا؟ إن عامين مرا دون عثوره على إجابة، أو حتى خطة تنتهي به حاصلا على هذا المبلغ.
كونه مفكرا وفيلسوفا وواعظا، عرف فرانك أنه لكي يتحقق الهدف، وجب تحديده بكل دقة ووضوح، ووضع خطة زمنية لتحقيقه، ورغبة داخلية جامحة لتحقيق هذا الهدف. جلس فرانك ليفكر ويحلل، لماذا لم يصل إلى شيء رغم مرور عامين من التفكير المتواصل في إجابة سؤال المليون. توصل فرانك إلى أن عليه تهيئة تفكيره للعمل ضمن مدى زمني محدد للوصول إلى إجابة لهذا السؤال.
قرر فرانك أن أمامه أسبوعا واحدا فقط ليعثر على إجابة لهذا السؤال.
شعر فرانك براحة غريبة بعد هذا القرار، تصاحبها قناعة أنه قادر على التحقيق.
هبطت الفكرة بسيطة على فرانك، سيلقي موعظة دينية، عنوانها ماذا كنت لأفعل لو كان لدي مليون دولار، على أمل أن يعينه الحضور على جمع مثل هذا المبلغ من المال. اجتهد فرانك كي يخبر جميع وسائل الإعلام المتاحة وقتها، من صحف وإذاعات، عن محاضرته هذه.
سهر فرانك في الليل يكتب نص المحاضرة الدينية التي كان سيلقيها، وهو لم يجد مشقة كبيرة، ففترة السنتين التي قضاها باحثا عن إجابة ملأته أفكارا ومعلومات، وخططا وخطوات لإنشاء الجامعة الدراسية التي يحلم بها. في صباح اليوم المنشود، استيقظ فرانك مبكرا، وراجع خطبته، ولبس أبهى حلة له، على أنه من فرط حماسته نسى أن يأخذ الورقات التي خط عليها محاضرته.
اكتشف فرانك نسيانه هذه لحظات قبيل شروعه في إلقاء خطبته، لكنه لم يكترث لهذا النسيان، فالأفكار كانت حاضرة تتراءى أمامه، لذا أغلق عينيه، وترك قلبه وروحه وأحلامه تتحدث عن خطته لإنشاء معهد دراسي لتأهيل الشباب للعمل في العصر الصناعي الجديد. لمس الجميع الصدق الكبير في كلمات فرانك، وكانت أفكاره المرتبة كفيلة بإقناع الحضور أن هذا الرجل قادر فعلا على تحقيق ما يزعم.
بعدما انتهى من خطبته، جلس فرانك يستريح، ليلاحظ رجلا يسير إليه من الخطوط الخلفية لمقاعد الحاضرين، ليسلم عليه ويشد على يديه، ويقول له إني شديد الثقة على أنك قادر على تحقيق كل ما قلته، ولإثبات ثقتي هذه، أريدك أن تحضر إلى مكتبي في الغد لأعطيك شيك المليون دولار.
قبض فرانك الشيك في اليوم التالي من رجل الأعمال فيليب ارمور ، وبهذا المال أسس معهد ارمو للتقنية الذي تحول اسمه اليوم إلى معهد إلينويز للتقنية. عمل فرانك كرئيس لهذا المعهد حتى وفاته في عام 1921. بلغ عدد الكتب التي ألفها فرانك خلال حياته 15 كتابا.
- نهاية القصة
إذا أردت الإجابة على هذا السؤال، فأرجو ألا تكون إجابتك هزلية مازحة، فالوقت وقت الجد والعمل، ويمكنك أن تعود فيما بعد لتترك تعليقك على الموضوع.
وردت هذه القصة في طيات صفحات كتاب نابليون هيل: فكر وزد ثراء، عن الخطوة الخامسة لتحقيق الثراء المالي، التخيل
أثناء دراسة رجل الدين المسيحي الأمريكي فرانك جونزالزس (مواليد أول عام 1856) في جامعة أوهايو، لاحظ عدة عيوب في النظام التعليمي، عيوب آمن أنه قادر على تغييرها إذا كان الأمر بيده. استولت هذه الفكرة على كل تفكير فرانك، ولذا عقد العزم على تأسيس كلية دراسية بحيث يستطيع تطبيق كل ما لديه من أفكار علمية تدريسية جديدة.
اشتهر فرانك بأنه قوي الحجة، بليغ اللسان، محب للعلم والتعلم، مناديا بضرورة تدريس العلم الواقعي القابل للتطبيق في الحياة المعاصرة - لا الأكاديمي الحالم، وهو انخرط بعد تخرجه في تعلم الدين المسيحي ليخرج خطيبا مفوها محبا للخير. درس فرانك فكرته من كل الجهات من أجل تطبيقها فعلا، ووجد أنه بحاجة لمليون دولار لكي تخرج فكرته إلى النور في أفضل حلة وأحسن تطبيق.
أنى له العثور على مبلغ مليون دولار، في زمن كان الدولار سيدا سخيا يجلب لحامله الكثير، لذا لا تحسبها بحسابات اليوم حيث يعاني الدولار من هزال مزلزل. سيطر هذا السؤال على كل تفكير فرانك: كيف له الحصول على مبلغ مالي ضخم مثل هذا؟ إن عامين مرا دون عثوره على إجابة، أو حتى خطة تنتهي به حاصلا على هذا المبلغ.
كونه مفكرا وفيلسوفا وواعظا، عرف فرانك أنه لكي يتحقق الهدف، وجب تحديده بكل دقة ووضوح، ووضع خطة زمنية لتحقيقه، ورغبة داخلية جامحة لتحقيق هذا الهدف. جلس فرانك ليفكر ويحلل، لماذا لم يصل إلى شيء رغم مرور عامين من التفكير المتواصل في إجابة سؤال المليون. توصل فرانك إلى أن عليه تهيئة تفكيره للعمل ضمن مدى زمني محدد للوصول إلى إجابة لهذا السؤال.
قرر فرانك أن أمامه أسبوعا واحدا فقط ليعثر على إجابة لهذا السؤال.
شعر فرانك براحة غريبة بعد هذا القرار، تصاحبها قناعة أنه قادر على التحقيق.
هبطت الفكرة بسيطة على فرانك، سيلقي موعظة دينية، عنوانها ماذا كنت لأفعل لو كان لدي مليون دولار، على أمل أن يعينه الحضور على جمع مثل هذا المبلغ من المال. اجتهد فرانك كي يخبر جميع وسائل الإعلام المتاحة وقتها، من صحف وإذاعات، عن محاضرته هذه.
سهر فرانك في الليل يكتب نص المحاضرة الدينية التي كان سيلقيها، وهو لم يجد مشقة كبيرة، ففترة السنتين التي قضاها باحثا عن إجابة ملأته أفكارا ومعلومات، وخططا وخطوات لإنشاء الجامعة الدراسية التي يحلم بها. في صباح اليوم المنشود، استيقظ فرانك مبكرا، وراجع خطبته، ولبس أبهى حلة له، على أنه من فرط حماسته نسى أن يأخذ الورقات التي خط عليها محاضرته.
اكتشف فرانك نسيانه هذه لحظات قبيل شروعه في إلقاء خطبته، لكنه لم يكترث لهذا النسيان، فالأفكار كانت حاضرة تتراءى أمامه، لذا أغلق عينيه، وترك قلبه وروحه وأحلامه تتحدث عن خطته لإنشاء معهد دراسي لتأهيل الشباب للعمل في العصر الصناعي الجديد. لمس الجميع الصدق الكبير في كلمات فرانك، وكانت أفكاره المرتبة كفيلة بإقناع الحضور أن هذا الرجل قادر فعلا على تحقيق ما يزعم.
بعدما انتهى من خطبته، جلس فرانك يستريح، ليلاحظ رجلا يسير إليه من الخطوط الخلفية لمقاعد الحاضرين، ليسلم عليه ويشد على يديه، ويقول له إني شديد الثقة على أنك قادر على تحقيق كل ما قلته، ولإثبات ثقتي هذه، أريدك أن تحضر إلى مكتبي في الغد لأعطيك شيك المليون دولار.
قبض فرانك الشيك في اليوم التالي من رجل الأعمال فيليب ارمور ، وبهذا المال أسس معهد ارمو للتقنية الذي تحول اسمه اليوم إلى معهد إلينويز للتقنية. عمل فرانك كرئيس لهذا المعهد حتى وفاته في عام 1921. بلغ عدد الكتب التي ألفها فرانك خلال حياته 15 كتابا.
- نهاية القصة
- بدأ الأمر كله كفكرة خيالية جدا، ولو أخذنا في حسباننا التضخم لحولنا عنوان المحاضرة اليوم إلى ماذا لأفعل لو كان معي مليار دولار.
- لاحظ نتيجة وضع جدول زمني لتحقيق الهدف، فبعد يوم ونصف من استقرار فرانك على التنفيذ خلال أسبوع، انتهى الأمر به وفي يده شيك بمليون دولار.
- نلعن جميعا الظلام، لكن هل وضع أحدنا خطة كاملة واضحة لإزالة هذا الظلام؟ هذه الخطط تصنع نهضات الأمم.
- نخطط كلنا من أجل أهدافنا، فهل وضعنا لها جدولا زمنيا نعمل بكل جهدنا من أجل الالتزام به؟
إذا أردت الإجابة على هذا السؤال، فأرجو ألا تكون إجابتك هزلية مازحة، فالوقت وقت الجد والعمل، ويمكنك أن تعود فيما بعد لتترك تعليقك على الموضوع.